لماذا لم تصبح “رائد فضاء”؟

اتذكر اني قبل سنوات كنت اشاهد فيلم -لا اذكر اسمه او قصته- وكنت سارحا في بعض الافكار الجانبية، ولم يخرجني من سرحاني الا سؤال من معلمة لطفل بريء. سالته: ماذا تريد ان تصبح عندما تكبر يا “جوني” ؟ فاجاب جوني: اريد ان اصبح رائد فضاء. المثير للانتباه ليس اجابة جوني، بل تعابير وجهه و ملامحه المتميزة ببهجة الطفل التي نعرفها جيدا. واتذكر انه قبل ايام كنت في حديث مع احد الاصدقاء الذي اعترف لي انه فعلا و بدون مزاح كان يريد ان يصبح رائد فضاء. فتذكرت جوني، و تذكرت ملامحه، ثم عدت الى صديقي الذي وكما تتوقع

جوني. او انت؟

لم يصبح رائد فضاء. وتسائلت، كالعادة، لماذا؟

اعلم جيدا عزيزي القارئ انك لم تاتي لمدونتي لتقرا عن احلام الطفولة المتحطمة، وساحترم ذلك واعود للسياق المتوقع: الصحة. خلال دراستي للتدريب الصحي قرأت دراسة طرحت سؤال مهم جدا: ما هو الدافع الاكبر للشخص الذي يقدم على نظام صحي جديد في حياته؟ بمعنى لماذا يقرر الناس ان يلتزموا برجيم، او يبدأوا بممارسة الرياضة؟ والجواب كان مثيرا جدا. الاجابة الاولى بلا منازع و بنسبة ٨٢٪ كانت: الشكل الجيد! بكل بساطة الناس تريد ان تظهر بمظهر جيد، والناس = انا وانت . طبعا وبدون تردد تاتي الانتقادات ان الاهتمام بالشكل يعتبر سطحي و تركيز عالقشور واهتمام بالمظهر واهمال المخبر. لكن الحقيقة اني ادوّن اليوم لاقول لك انه من ابسط حقوقك ان تظهر بمظهر جيد و صحي امام الناس، والاهم امام نفسك وافكارك ومرآتك. فالنبي صلى الله عليه وسلك اخبرنا ان الله جميل يحب الجمال، كما انه حذرنا من الكبر والرياء. صحيح؟ اذن ما المانع من اتخاذ طريق وسطي؟ لن انتظرك، اريدك الآن ان تتخيل معي انك في افضل صحة ممكنة، وان مظهرك الذي تريده قد تحقق. انتهيت؟ الآن اعقد نية في قرارة نفسك ان هذا الشكل الذي رأيته سيتحقق. انتهى التمرين. هل تعلم ان هذه الصورة التي رأيتها في ذهنك قبل قليل هي حلمك؟ مهما قاومت هذه الفكرة ومهما تذكرت بعض المواقف المؤلمة، هذه اللحظة التي استمتعت بها قبل قليل هي حلمك الصحي الحقيقي، وانا اكتب لك اليوم لاوصل لك رسالة بسيطة هي: انت تستحق ذلك الحلم.

حتما الموضوع ليس بالسهولة هذه يا ريان! حتما هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به…..وحتما وحتما وحتما.

انا لا اعرف ما الذي حل بصاحبنا جوني. لا اعرف ان كان دوره التمثيلي له اي مصداقية للممثل. لكن الذي اعرفه ان صديقي الذي كنت اتكلم معه قبل ايام لم يكن رائد فضاء. لا اعرف لماذا، لكن توقعي يقول انه فقد التركيز على ذلك الحلم يوما ما. قد يكون ردد العبارات التي قلناها قبل قليل: حتما الموضوع ليس بهذه السهولة، حتما هناك الكثير من العمل….حتما حتما حتما….

لذلك دعنا من جوني، و من صديقي ال “مو رائد فضاء” ودعنا نقفز للحظة لحلمي انا. حلمي ان يكون هناك مجتمع تتوفر فيه جميع الخدمات التي تدعم صحتك و صحة من تحب: اكل، مؤسسات رياضية، اندية اجتماعية، مصادر معلوماتية. حلمي الشخصي ان تكون حياتي تمثل كل ذلك. استطيع ان اقول بفخر اني بدات اخطو خطوات صغيرة تجاه ذلك الحلم. واستطيع ان اقول ايضا اني احاول الا افقد التركيز في يوم على ذلك الحلم، لاني مؤمن انه سيقع ان كررت تلك الفكرة البسيطة.

الآن جاء دورك. اريدك ان تحصل على حلمك الصحي، على الجسم والهيئة التي تريدها. اذا احتجت لمساعدة كل ما عليك هو اغماض عينك ومحاولة لتخيل ملامح وجه جوني. بالتاكيد انك تعرف تلك الملامح التي تجعلك تفكر ماذا يتخيل هذا الطفل؟ ايضا اريد تذكيرك انك حينما عقدت النية قبل قليل، فانك خطوت خطوة مهمة في تحقيق معنى الحديث ….” وانما لكل امرئ ما نوى” . مبروك

ما هو حلمك؟ هل تعدني ان تردد ذلك بوضوح؟ هل انت مستعد الا تتخلى عنه؟ اجيب عنك بنعم، لكن بقي ان تعيش انت ذلك الحلم

معلومة: التعريف الاساسي للصحة يشمل جوانب جسدية وعقلية ونفسية وروحانية. التفكير في حلمك يدعمك نفسيا وعقليا ولا يقل اهمية عن الرجيم والرياضة