الثورة على معاناة سمين

ما بين ألم شديد واحباط مستمر ووعود فارغة لا تهدف الا الى الربح والاستغلال وزيادة معيار الألم، يقبع انسان نسميه عادة سمين، تخين، زائد في الوزن، الخ من الالقاب التي لا نلقي لها بالا

حتى نقطع الشك باليقين ونجيب على السؤال: من انت لتتحدث عن السمين؟! الشخص الذي يكتب الآن كان ضمن هذا الفريق و كان يزن قرابة ال١٠٠ كجم، ٢٥ كجم اكثر مما يزنه اليوم. كنت رجل محبوس بين وعود رخيصة واعذار ارخص. نعم اقول اعذار لانها اصبحت تحسس الشخص ان السمنة شيء عادي ومتعارف عليه في المملكة والخليج، ولا حرج عليك انت كنت سمينا لان الكل سمين. لكن دعنا نفكر قليلا، من اين اتت هذه الاعذار و كيف وصلنا لهذه المرحلة من التسليم للسمنة وكانها احد امراحل تطور الانسان السعودي او الخليجي؟ طفولة> مراهقة> شباب >سمنة> منتصف عمر> تقدم في السن، او هكذا تبدو. اما الوعود فسنتناولها في تدوينة قادمة. اذن من اين اتت الاعذار؟

عندما كنت سمينا عشت في مجتمع تبلغ فيه امراض السكري والضغط وارتفاع الكولسترول والسمنة ارقاما تقارب ال٣٠ في المئة. اي اذا كنت تقرا هذا في مقهى او في الدوام و بجانبك شخصين احدكم يحتمل ان يصاب في مرحلة ما. هذه الحالة لها اكثر من ١٠ سنين في المملكة. ايضا عشت في بلدي الحبيب المملكة التي تعتبر ملتقى الحضارات، وهذا يعني انها ملتقى الاكلات ايضا. الجزيرة العربية شكلت لوحة فنية التقت فيها اشهى الاكلات الشعبية الدسمة بأجدد الاكلات العالمية المقلية والمغطاة بكل نوع جبن تستطيع ان تتخيله. اذن عندما كنت اسمع ان “شيبة كبير” غير مصاب باحد هذه الامراض كنت اقول “غريبة والله!”. اذن نستنتج ان المصاب ماذا؟ ليس غريب. عادي. اول عذر….اما اذا كنت لا آكل من الكميات المهولة من الذبائح، او لم استلذذ باطعم دجاج مقلي في التاريخ (كلنا عارفينه) فكنت اواجه بنفس ردة الفعل… غريبة والله. اذا كان هذا الغريب، اذن الذي يمارس كل ذلك يعتبر؟ عادي؟ اظن

قبل

قبل

وضحت اللعبة.

ثم ان هناك الكثير من الظواهر الاجتماعية التي شكلت لي اعذارا اخرى وكانها كانت تهمس في اذني وتقول: عادي ان تكون سمين. فمثلا في المدرسة اتذكر جيدا كمية السخرية الموجهة نحو الولد المسكين الذي يحضر اكله من البيت. فاصبح غير عادي. وهناك البنت الشابة التي تريد الاهتمام بجمالها و تتلقى التهزيء من امها “الطبّيخة”. اما على صعيد اكبر فرجال الاعمال بذكائهم ودهائهم لم يتركوا هذه الظواهر دون التاكد من الاستفادة منها. قتسابقوا على فتح محال الحلويات واصبح “الكب كيك” يضاهي الايفون في الشهرة، واصبحت غريبا ان لم “تدنكنها” بقطعة عجين مقلية ومغمسة بالسكر، اقصد الدونات. و غيرها و غيرها من الظواهر التي دفعتني لاستنتج شي واحد هنا في ٢٠١٣:

تعرفوا ليش كنت سمين؟

لانه كان سهل جدا ان اكون سميناً.

لاني عندما حاولت وفشلت وحاولت وفشلت وحاولت وفشلت كنت الغريب، والذي يقول “يا عمي فلّها وربّك يحلّها” و “احرف الروح قبل ما تروح” هو….اكمل الفراغ يلللا…نعم…العادي. وهذا العادي كان اكبر عذر يحفزك ان تكون سمينا. بكل بساطة الكل يفعل ذلك، فلم لا؟

نعم كان اصعب علي ان اقرر الا اقبل بتلك “الاعذار” بعد  وان التسليم لاي مما سبق ذكره لن يجعلك الا مثل “المحبوس” الذي ذكرناه في العنوان، او مثلي سابقا. اذا ما الحل؟ اين اليسر  بعد كل ذلك العسر؟  كيف تعيد الامل لاخوك الصغير الذي تربى على ان السمنة “جزء من رحلة العمر” ؟  كيف تخرج نفسك و من حولك من هذا الحبس؟” :الدكتور مارتن لوثر كينق له مقولة مثيرة في هذا الجانب يقول

“لن يستطيعوا او يركبوا على ظهرك ان لم تحني ظهرك من الاساس”

نعم الحل بدايته قرار صارم بألا نسلّم لهذا الوباء بعد اليوم. في بيتك في عملك في حياتك الاجتماعية واتصالاتك اليومية تاكد ان العقلية التي تتبناها تجاه هذا الوباء هي عقلية “غير منحنية”

بعد

بعد

لألّا  يركب فوق عقلك شيئا. سهل؟ لا. قلت لك من السهل جدا ان تكون سمينا ولا تحتاج ان تبحث عن الاعذار فهي تحيطك و “تحضنك” وتحسسك بالامان وانك ماشي “زي الناس”.

اجعل اليوم اول يوم في ثورتك الخاصة على السمنة. ان لم تكن سمينا فانظر بجانبك ستجد اخ او قريب او صديق او مجموعة دعم تستطيع ان تثور معها من اجله و من اجل صحتك. خذها من سمين سابق: كنت اتمنى ان تكون انت بجانبي لتثور معي لكل تلك السنين الصعبة. وهناك الملايين ممن يتمنون ذلك ايضا. لا تبخل عليهم بدعمك، وبثورتك.

معلومة: انقاص ٥ كيلو فقط من وزنك قد يخفض نسبة اصابتك بالامراض السابقة الى ٥٠٪ في بعض الحالات

** هذه مدونة خاصة بي. لكن ساتعمد ان اذكر معلومةفي آخر كل تدوينة

10 Responses to الثورة على معاناة سمين

  1. Sundos Malaikah says:

    مبروك على أول مدونة بالعربي! جميل جدا ومبدع كالعادة

  2. Bushra says:

    محفزه وملهمه المقاله تعطي دافع ان مهما كنت سمين او نحيف صحتك هي الاساس بكل شيء

  3. سميه مشطل says:

    ماشاء الله هو الواحد لو عرف ينظم وبين اﻷكل الصحي و اﻷكلات الخارجيه ماراح يصيرله شيء التوازن والتوسط حلو
    مقالتك جميله استمر

  4. emanSH says:

    دكتور رياااااااااااااااان ماعساي أقول فيك
    أصبحت قدوتي منذ رمضان 2012 واخذت قرار صاارم أني اغير حيااتي كليا وخطوة بخطوة بدعمكم وارشادتكم كل يوم بقرب لحلمي .,.في رمضان الماضي خسرت5كيلو والحمدلله
    ومن جد كل يوم بالنسبة لي صحيا احلى من الي قبلوا قاطعت معاكم الغازيات بلا رجعه ان شاء الله
    وأمس وبعد محاولات عدة مرات لاول مرة نتلابس انا واختي شعوور ممتع
    بارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء :
    ممتنة بحجم السمااااااااااااااااااااااء

  5. Njoud says:

    Mashallah allah y7f’9kk ent methal a3la lnas elii tbe t’htm b97t’ha <333

  6. saif alharbi says:

    ماشاء الله عليك.يادكتور ريان اهنيك على حرصك على الصحه وعساك على القوه وكلنا معاك

  7. Jude says:

    ما شاء الله دكتور ريان، والله أنت مثال أعلى لكل انسان
    وان شاء الله، ربنا رح يجازيك على الخير الي انتا بتعملوا
    وان شاء الله على يدك ينحف كل تخين وأولهم انا ان شاء الله ويعرف كل انسان ايش معنى الصحة الصحيحة وليس بمفهومه هو.
    الله يجازيك خير
    وهذي المدونة أكثر من رائعة
    بإنتظار المزيد

  8. شكرا ريان لكل الإلهام الذي تنشره في تويتر وكيك .. ماعندي كلام ثاني أقوله .. لأن الي بتسويه ضخم جدا ما شاء الله ..

  9. Nouf says:

    مبدع

  10. Lamees says:

    بالمناسبه : تدوينتك رائعه اعادتني ٣ اعوام !
    عندما بدأث ثورتي الخاصة !
    والان اصبحت ادير حياتي الحمدلله ! شكراً دكتور ربنا ينورلك ياكريم

Leave a comment